الرئيسية / هيروغليفي / برديات / كتاب الموتى / قبطيات / القاموس المصري / شكاوى الفلاح الفصيح

عد الى الخلف

شكاوى الفلاح الفصيح

الشكوى الأولى

يا مدير البيت العظيم ، يا سيدى ، يا عظيم العظماء يا حاكماً على كل شئ

وإذا ذهبت إلى بحر العدل
وسحت علية فى نسيم عليل،
فان الهواء لن يمزق شراعك وقاربك لن يتباطأ،
ولن يحدث لساريتك أى ضرر، ومرساك لن يكسر ، ولن يغوص قاربك حينما يرسو ، ولن يحملك التيار بعيداً ، ولن تذوق أضرار النهر ، ولن ترى وجهاً مرتاعاً

إنك أب لليتيم ، وزوج للأرملة ، وأخ المهجورة ، ومئزر لذلك الذى لا أم له

دعنى أجعل أسمك فى هذه الأرض فوق كل قانون عادل ،
فتكون حاكماً خلو من الشره وشريفاً عن الدنايا ومقيماً للعدل ،
رجلاً يلبى نداء المستغيث ، إنى أتكلم ، فهل لك أن تسمع أقم العدل أنت يأيها الممدوح ، أنظر إلىّ إن حملى ثقيل
الشكوى الثانية

ياسيدى أنت يا سكان السماء ، ومثقال ميزان الأرض ، ويا خيط الميزان لا تتذبذب أليس من الخطأ - ميزان يميل وثقل ينحرف ورجل مستقيم يصير معوجاً، تأمل إن العدل يفلت من تحتك

وقاعدة الكلام تنحاز إلى جانب ومعنى ذلك أن محرف الكلام عن دقته يخرجه عن معناه والمحكم متلف ومبيد الحاجات يأمر بصنعها ، والبلدة فيضان لنفسها والمنصف مشاغب 

إن كيال أكوام الغلال يعمل لمصلحته الشخصية

ولذلك الذى يجب عليه أن يقدم حسابه تاماَ يجور على متاع غيره

وذلك الذى يجب عليه أن يحكم بالعدل يأمر بالسرقة

فمن ذا الذى يكبح الباطل ؟

إن صلاح الخطأ قصير ولكن الضرر طويل

والعمل الطيب يعود ثانية إلى مكانه بالأمس

والواقع أن الحكمة تقول :

عامل الناس بما تحب أن يعاملوك

تأمل إنك قوى شديد البأس ، ما مقدار حزن الرجل الفقير الذى قضى عليه بجوارك

وذلك الذى يملك خبزاً يجب أن يكون رحيماً

إن عمل الشاكى طويل والفصل فيه يسير ببطء

كن معيناً حتى تظهر قيمتك واضحة ،

أجعل لسانك يتجه إلى الحق ، ولاتضل

وإن لسان الرجل قد يكون سبب تلفه

لاتقل الكذب وأحترس من الموظفين

وأنت يا أكثر الناس علماً هلا تريد أن تعرف شيئاً عن أحوالى
الشكوى الثالثة

يأيها المدير العظيم للبيت

ياسيدى إنك -رع رب السماء فى صحبة حاشيتك وأنت كإله النيل الذى يخلق المراعى الخضراء إرحم الفقير ولا تكونن كالسيل ضد الشاكى

وإحذر من قرب الآخرة

وإن أصدق وزن للبلاد هو إقامة العدل

ولا تكذبن وأنت عظيم

ولا تكونن خفيفاً وأنت رزين

فإنك الميزان

الشكوى الرابعة

أنظر إنك صياد يشفى غليله ، وإنسان منغمس فى إرضاء ملاذه فيصيد جاموس البحر

على أنه لايوجد إنسان متسرع فى كلامه يخلو من العثار

وليس هناك شخص خفيف القلب أن يكون حازماً فى كبح شهواته

كن صبوراً حتى يمكنك أن تصل إلى العدل

أكبح جماح أختيارك حتى أن الشخص الذى تعوّد أن يدخل بسكون يمكنه أن يكون سعيداً

على أنه لايوجد طائش يجيد عملاً

ولا متسرع تطلب مساعدته

أجعل عينيك تتأملان وعلّم قلبك ولاتكونن شديداً بمقدار قوتك

الذى يأكل هو الذى يتذوق

والذى يخاطب يجيب والنائم يرى الحلم

اما القاضى الذى تجب معاقبته فإنه يكون نموذجاً للمجرم

وياأيها الفتى لا تكونن كحرارة الشمس

ويا أيتها الحمى لا تجعلن التمساح يفترس

واآن هل سأقضى طول اليوم فى الشكوى الرابعة ؟
الشكوى الخامسة

يأيها المدير العظيم للبيت

ياسيدى ... لا تحرمن رجلاً رقيق الحال من أملاكه

ول ضعيفاً تعرفه

فإن أملاك الرجل الفقير بمثابة النفس له

ومن يغتصبها يكتم أنفه

لقد نصّبت لتسمع الشكاوى وتفصل بين المتخاصمين

ولكن تأمل فإن ما تفعله هو أنك تنحاز إلى اللص

أقم العدل لرب العدل

الذى أصبحت عدالته موجودة

أنت أيها القلم

وأنت ايتها البردية

ويأيتها الواة

ويا تحوت

أبتعدوا عن عمل السوء لاأقم العدل لأنه عظيم وكبير ويعيش طويلاً

والأعتماد عليه

يؤدى إلى العمر الطويل المحترم

______________________________________________________________________________
© جميع الحقوق محفوظة - للمصري القديم - - أتصل بنا على: kmt_fantastic@yahoo.com